قال نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة وجيه جمعة، إن مؤتمر "أستانة" المزمع عقده نهاية الشهر الجاري في كازاخستان، يؤسس لتحضيرات الحل السياسي والسلام في سوريا.
وفي حوار مع الأناضول أوضح جمعة أن "تركيا تمكنت من إنجاز عمل جيد في سعيها لإعلان وقف إطلاق النار، الذي شكل فرصة لحماية المدنيين من القتل وسهل عودة البعض إلى منازلهم".
وأوضح أن "نظام الأسد وتنظيما (داعش) و(ب ي د) الإرهابيان، هي الأطراف التي وقفت ضد هذا الإعلان".
وأكد أن "تركيا تعمل للمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة، ولهذا تسعى جاهدة لإنجاح مفاوضات أستانة، التي تعتبر تحضيرية لاجتماعات جنيف (بمقر الأمم المتحدة) المقبلة".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ اعتبارًا من 30 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، بعد موافقة نظام "الأسد" والمعارضة، على تفاهمات روسية - تركية بهذا الخصوص.
وفي نفس السياق، قال جمعة أن "مؤتمر أستانة سيكون من أجل إحلال السلام، والتحضير للحل السياسي".
ولفت إلى أن "تأثير تركيا السياسي والعسكري في المنطقة ازداد بعد عملية درع الفرات التي تقودها في إطار جهودها لإحلال الاستقرار"، معربا عن أمله في أن "تسهم إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في دعم هذه الجهود".
وحول الدور الروسي في سوريا، قال جمعة "في الواقع موسكو كانت تعمل على قصف بيوت السوريين، وتقتلهم، ولكن حاليا تريد التحول من العمل العسكري إلى العملية السياسية".
وأضاف أن "روسيا لم تستخدم القوة العسكرية من أجل النظام، بل من أجل مصالحها، وترغب حاليا أن تفرض تفوقا سياسيا في المنطقة، وبنفس الوقت تعرف نفسها على أنها قوة عظمى".
وتابع القول "لقاءات أنقرة وموسكو وأستانة سيعقبها طرح خارطة طريق للحل الحقيقي، والمعارضة السورية تثق بتركيا كضامن في هذا الإطار".
وطالب نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة كلا من واشنطن والأمم المتحدة بـ"تقديم الدعم لمحادثات جنيف، التي من المقرر عقدها بعد مؤتمر أستانة".
وفي حال نجاح وقف إطلاق النار في سوريا وفق التفاهم التركي الروسي، تنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في "أستانة" عاصمة كازاخستان، برعاية أممية - تركية -روسية، قبل نهاية يناير/ كانون ثاني الجاري.
لكن منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تواصل قوات النظام والجماعات الإرهابية الأجنبية المتحالفة معه، خروقاتهم لوقف إطلاق النار، باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وأعلنت الأمم المتحدة، في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أنها تعتزم بدء الجولة الجديدة من محادثات السلام السورية بمدينة جنيف السويسرية في 8 فبراير/ شباط 2017.