نائب وزير الخارجية الأفغاني: سنتفاوض مع "طالبان" دون شروط مسبقة

نائب وزير الخارجية الأفغاني: سنتفاوض مع "طالبان" دون شروط مسبقة
6.4.2017 13:02

eposta yazdır zoom+ zoom-
أكّد نائب وزير الخارجية الأفغاني، حكمت خليل كرزاي، أنه لايمكن تسوية الصراع في أفغانستان بالطرق العسكرية، مشددًا على ضرورة إقامة حوار سياسي بدون شروط مسبقة، وعلى رفض عقد أي اتفاق سلام مع الجماعات الإرهابية. 
 
وقال كرزاي في مقابلة خاصة مع الأناضول إن "أي اتفاقيات سلام تعتزم الحكومة الأفغانية عقدها لن تكون إلا مع الجماعات الأفغانية المحلية كـ"حركة طالبان"، و شبكة "حقاني"، وذلك لأنه لا يمكن تسوية الصراع في أفغانستان عن طريق التدخل العسكري، بل بواسطة الحوارات والمفاوضات فقط." 
 
وأضاف المسؤول الأفغاني أن "الحل السياسي المتمثل في اتفاقيات السلام قد نجح بالفعل مع الحزب الإسلامي الأفغاني، لذا تطمح الحكومة الأفغانية إلى نجاح مفاوضات السلام مجددًا مع كل من "طالبان" و "حقاني"، بدون وضع أي شروط مسبقة."
 
ورأى كرزاي أن الحوار المباشر يساعد كل طرف على التعرف على مطالب وطموحات الطرف الآخر، وبالتالي إدراك ماذا كانت المشكلات العالقة يمكن حلها أم لا. 
 
وحول أبرز التحديات التي تواجه مفاوضات السلام مع "طالبان"، أشار كرزاي إلى أن السبب الرئيسي يكمن في رغبة وطموحات "طالبان" في تحقيق انتصارات على الأرض. 
 
وأوضح قائلًا: "طالبان تتوقع تحقيق نصر عسكري في عدد من المدن، لكننا نعرف أن هناك حوار داخلي بين عناصر الحركة، وأن هناك مجموعات ترى أن السلام حل لابد من تحقيقه، في حين ترغب مجموعات أخرى في استمرار القتال والعمليات العسكرية." 
 
وأعرب كرزاي عن توقعاته بأن يأتي مؤيدو اتفاق السلام من عناصر "طالبان" إلى طاولة الحوار للتفاوض بهدف إرساء السلام في أفغانستان.
 
من جانب أخر، رفض كرزاي اتهام أي دولة بأنها كانت سببًا في الإرهاب، لافتًا إلى أن الجانب الأهم في هذه القضية هو التصدي للدول التي تستخدم الإرهاب كأداة سياسية.
 
ومضى نائب وزير الخارجية بالقول: "لا يوجد وجه حسن للإرهاب القبيح؛ الإرهاب هو الإرهاب، ولا يمكن لأي دولة تؤسس علاقات مع جماعات إرهابية، أن تكون على يقين بأن تلك الجماعات لن تهاجمها مستقبلًا."
 
وفي هذا الشأن، طالب كرزاي الدول بوضع استراتيجية شاملة يمكنها التصدي لهذه القضية وتؤمن بأن "الإرهاب الذي استخدمته بعض الدول كأداة سياسية، ينتظر اليوم الذي يهاجم ويصيب فيه من استخدموه". 
 
وعن تأثير الإجتياح السوفيتي لأفغانستان على نمو ظاهرة الإرهاب، أوضح "كرزاي" أن محاربة الاتحاد السوفيتي وهزيمته في أفغانستان على سبيل المثال، تطلب استقدام أناس من الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وغيرها من المناطق الأخرى للمساعدة في تفكيك هذا الكيان السوفيتي.
 
وفي هذا الصدد، لفت كرزاي إلى إن هذه المجموعات التي أسست فيما بينها، أثناء محاربتها للاتحاد السوفيتي، شبكات تواصل وخطوط تلاقي، عندما عادت إلى أوطانها، قامت بمحاربة الأنظمة المتواجدة والحكومات.
 
ـ علاقات تاريخية منذ عهد "أتاتورك"
 
وفيما يتعلق بالعلاقات التركية – الأفغانية، أشار نائب وزير الخارجية الأفغانية إلى أن العلاقات بين الدولتين " تاريخية ومميزة"، وأن تلك العلاقات تعود جذورها إلى فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، وملك أفغانستان غازي أمان الله خان الذي زار تركيا ووقع عددًا من الاتفاقيات، أثناء فترة حكمه التي استمرت كأمير من 1919 إلى 1926 ثم كملك من 1926 إلى 1929.
 
وعن طبيعة العلاقات المستقبلية بين تركيا وأفغانستان، أعرب كرزاي عن رغبته في تعزيز تلك العلاقات على أمل أن يستفيد ويتعلم كل طرف من الآخر سواء في عمليات مكافحة الإرهاب أو في القطاعات الأخرى.
 
وفي هذا الخصوص، قال: "تركيا لديها تجربة بارزة في قطاعات الاقتصاد والتعمير والبناء، وهذه الأمور يمكننا أن نتعلم منها في محاولة لتكرارها في أفغانستان."
 
وقدم كرزاي امتنانه للدعم الذي قدمته تركيا لقوات الأمن الأفغانية بعيد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
واعتبر أن الدعم التركي الذي جاء ضمن مساعدات حلف شمال الاطلسي (الناتو)، كان له أثر بالغ على عمليات تدريب وإعداد عناصر قوات الأمن الأفغانية، فضلًا عن علاج المصابين من هذه القوات.
 
ومؤكدًا على أن العلاقة بين كابول وأنقرة قائمة في الأساس على الثقة المتبادلة، قال كرزاي "إن تركيا قدمت الكثير من المساعدات لأفغاستان، فتركيا جزء من حلف شمال الأطلسي، الذي يعد المنظمة الرئيسية التي تساعد أفغانستان في القطاعات الأمنية."
 
ـ محادثات جادة مع الروس
 
محاولات التقارب بين روسيا وحركة "طالبان" كانت واحدة من أبرز المحاور التي تطرق لها نائب وزير الخارجية الأفغاني، حكمت كرزاي خلال حواره مع "الأناضول"، حيث أكّد على أن أي علاقة قد تربط بين روسيا وطالبان لابد أن تقوم على محاولات جذب الأخيرة إلى طاولة السلام، ولاشيء غير ذلك.
 
وفي هذا الشأن، انتقد كرزاي محاولات الروس بناء علاقات مع أطراف غير رسمية في أفغانستان مثل طالبان، وطالب الطرف الروسي بأن تكون الحوارات بين الدولتين وحكوماتهما.
 
وأردف كرزاي قائلًا: "الروس يريدون بناء علاقات مع طالبان لشعورهم بأن هناك تهديدات تواجههم ويمكن لطالبان أن تتعامل معها، لكن في الواقع أفضل سبيل لمواجهة هذه التهديدات هو إرساء علاقات مع الحكومة الشرعية لأفغانستان وليس مع أطراف غير رسمية."
 
وكشف كرزاي عن زيارة مرتقبة سيجريها إلى موسكو في الرابع عشر من الشهر الجاري، لبحث هذه القضية العالقة والتي ينظر لها على أنها محاولة لإضعاف الدولة الأفغانية.
 
وبهذا الخصوص قال إن "فلسفة روسيا بأن تدعم طالبان لمواجهة داعش في أفغانستان على سبيل المثال، فلسفة خاطئة، ولن نقبلها ولن نسمح بها، فمن يدعم طرف بهذا الشكل يتسبب في إضعاف الدولة."
 
وأضاف "إن كان هناك أمور محددة تخشاها روسيا، فلابد من أن تتحاور مع دولة أخرى مثلها وهي الدولة الأفغانية."
 
وأعرب كرزاي عن أمله في عقد محادثات صادقة وودية مع "جيرانه وأصدقائه الروس" على حد وصفه.
 
وقال "سنذهب بعقول منفتحة لنخبر الروس بأننا مهتمون بإحلال السلام، وبإحضار طالبان إلى طاولة الحوار لبدء المفاوضات، ونريد من خلال زيارتنا أن نشرح للطرف الروسي أن النظام الأفغاني وقادته لابد أن يكونوا طرفًا في أي مفاوضات تسفر عن إرساء السلام في أفغانستان."
 
ـ لا قوة لـ"داعش" في أفغانستان
 
وعلى صعيد آخر، نفى حكمت كرزاي وجود أي قوة متنامية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أفغانستان.
 
وشدد على وجود فرق كبير بين تنظيم "داعش" الذي يعمل في سوريا والتنظيم المتواجد في أفغانستان.
 
وفسر كرزاي رؤيته قائلًا للـ"أناضول": رغم أن الأيدولوجية عند "داعش" في سوريا أو أفغانستان هي نفسها، لكن الحقيقة هي أن أكثر من60% من عناصر "داعش" في أفغانستان من باكستان، والبقية أعضاء سابقون في "طالبان"، وهناك بالطبع عناصر من منظمات دولية اخرى."
 
وأضاف :" تنظيم داعش العامل في أفغانستان، منظمة غريبة عن الشعب الأفغاني، ولا يستطيع الأفغان التعامل مع عناصره، كما لا يمكن للأفغان التواصل معهم".
 
ووفقًا لنائب وزير الخارجية الأفغاني، يتواجد تنظيم "داعش" في إقليم نانجارهار الواقع في شرقي البلاد، وقد واجهته الحكومة بشن الكثير من العمليات العسكرية ذات التعزيزات الكثيفة.
 
وعزّز كرزاي من النتائج التي حصدتها الحكومة الأفغانية من تلك العمليات، لافتًا إلى أن تلك العمليات دفعت "داعش" إلى التراجع، كما تسببت في مقتل الكثير من قيادات هذا التنظيم في أفغانستان.
 
وفي سياق متصل، شدّد كرزاي على ضرورة أن يتم محاصرة تنظيم "داعش" في كافة الدول، قائلًا: "داعش ليست منظمة واحدة بل هي شبكة لها قواعد في عدة دول، وعلينا إحكام محاصرة عناصر التنظيم في سوريا، وفي الدول التي يعملون فيها."
 
على صعيد آخر، لم يؤكد نائب وزير الخارجية الأفغاني الأنباء المتداولة حول سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز تواجدها العسكري في أفغانستان. 
 
وقال للأناضول":" الأمريكان مازالوا يبحثون الأمر ولم يصلوا حتى الآن إلى قرار، ولست متأكد إذا كانوا سيتخذون قرار بتعزيز التواجد العسكري في أفغانستان".
 
وطالب كرزاي خلال حديثه مع "الأناضول" كل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، بزيادة الدعم المقدم لقوات الأمن الأفغانية، وألا يقتصر عموما  دعم  أفغانستان على القطاعات الأمنية.
 
وأضاف: "سنحتاج دعم الناتو والولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات المقبلة، لابد أيضا من توفير الدعم في قطاعات المواصلات، والخدمات اللوجيستية وغيرها من القطاعات والشبكات." 
 

أخبالا المحلي

برامج الجوال

iPhone iPad Android Windows Phone
Milli Gazete ©  لا يمكن النقل أو النسخ من دون ذكر المصدرو جميع الحقوق محفوظة +90 212 697 1000 :رقم و فاكس