ذكر المؤرخ والباحث العراقي عادل الأرداوي أن معركة كوت العمارة التي أسفرت عن انتصار الجيش التركي في 29 أبريل 1916 على الجبهة العراقية كان لها مكانة مهمة في تاريخ العراق الحديث وأن الشعب العراقي وقف إلى جانب الجيش العثماني ضد البريطانيين بفتوى المرجعية الدينية في هذه الحرب.
المؤرخ العراقي الأرداوي، الذي أجرى تقييمات لمراسل وكالة الأناضول حول أهمية انتصار كوت العمارة، قال: المرجعيات الدينية العراقية السنية والشيعية دعت الشعب إلى الوقوف إلى جانب الجيش التركي المسلم بالفتوى التي أصدرها في ذلك الوقت. في الواقع، ذهب قادة الرأي وزعماء العشائر في تلك الفترة إلى جنوب العراق مع الجالية، ووقفوا ضد البريطانيين وشاركوا في انتصار الأتراك. مشيرا إلى أن موقف العشائر العراقية تجاه الجيش التركي المسلم إيجابي ومشرف قال الأرداوي إنه تمت كتابة العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه حول العشائر التي وقفت إلى جانب الأتراك والوقوف ضد البريطانيين.
واثل الأرداوي كلامه قائلا: العراقيون ينظرون إلى الأتراك كإخوة بسبب روابطهم الدينية. كان العثمانيون بالفعل حكاما في العراق ، وكان العراق يتألف من محافظات الموصل وبغداد والبصرة. عندما بدأت الحرب، وقف الشعب العراقي إلى جانب الأتراك، وليس إلى جانب البريطانيين.
"دفن العراقيون الشهداء جنبا إلى جنب مع الجنود العثمانيين"
وقال هاشم عنبر العابد حارس مقبرة الشهداء التركية، حيث توجد قبور الجنود العثمانيين الذين استشهدوا في معركة كوت العمارة في مدينة الكوت العراقية إنه يهتم بها مثل عينيه منذ سنوات.
"علىعلم القبيلة العراقية "هلال" عثماني
مشيرا إلى أنه ورث حماية مقبرة الشهداء حيث دفن الجنود العثمانيون الذين شاركوا في معركة كوت العمارة من أسلافه ، قال العابد إن صاحب الأرض التي كان يقع فيها صرح الشهداء أهدى 5 أفدنة من الأرض لمقبرة الشهداء التركية.
وأشار العابد إلى أن أهالي الكوت وقفوا إلى جانب الجيش التركي المسلم وقاتلوا ضد البريطانيين، وقال:هناك قمر وهلال على علم قبيلتنا. هذا وضع من الفترة العثمانية.
"عشرة آلاف شهيد"
يتم الاحتفال بالذكرى 107 لانتصار كوت العمارة في 29 أبريل 1916 ، "أعظم انتصار" في الحرب العالمية الأولى بعد جناق قلعة. وقعت معركة كوت العمارة التي بدأت بحصار البريطانيين المتمركزين بالقرب من مدينة الكوت على ضفاف نهر دجلة في الجزء الشرقي من العراق بين الجيش العثماني بقيادة خليل باشا والجيش البريطاني بقيادة اللواء تشارلز فيرير فيريرز تاونسند.في المعركة التي أسفرت عن انتصار الجيش العثماني ، تم تقديم 10 آلاف شهيد وآلاف الجرحى. ولكن بفضل النصر ، تم الاستيلاء على مدينة الكوت ، وتحرير بغداد من الاحتلال البريطاني ، وإحباط الخطط الإقليمية للبريطانيين.
في معارك كوت العمارة ، تم أسر 13300 جندي عدو ، من بينهم 13 جنرالا و 277 ضابطا.