قدمت هولندا، أمس الأربعاء، طعنًا ضد قرار محكمة دولية، حمل حكومة البلاد "المسؤولية جزئيًا"، عن مقتل 300 رجل بوسني، خلال مذبحة "سربرنيتسا"، التي نفذتها قوات صرب البوسنة عام 1995، بحق المسلمين.
وقالت وزارة الدفاع الهولندية، في بيان، إن السلطات المعنية قدمت طلب طعن ضد قرار محكمة الاستئناف التابعة لمحكمة العدل الدولية، أمام المحكمة العليا.
وجاء في البيان أن الدولة الهولندية لا تشاطر المحكمة المعنية رأيها حول القرار، وأنهم لا يستطيعون تفسير تحميل الكتيبة الهولندية مسؤولية عمليات القتل المذكورة.
وفي يونيو/حزيران الماضي، حملت محكمة استئناف لاهاي، الحكومة الهولندية جزءاً من المسؤولية عن مقتل 300 مسلم، خلال المذبحة التي وقعت في بلدة سربرنيتسا، شرقي البوسنة والهرسك.
ودخلت القوات الصربية سربرنيتسا في 11 يوليو/تموز 1995، بالرغم من إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية، راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني مسلم (بوشناق)، تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عامًا.
وكانت قوات حفظ سلام هولندية، تابعة للأمم المتحدة، مسؤولة عن تأمين المنطقة الآمنة، التي تجمع فيها عشرات الآلاف من المدنيين العزل، من المناطق المحيطة.
ويتّهم بوسنيون القوات الهولندية بتسليم الموقع للقوات الصربية، والتسبب بمقتل الآلاف، إلا أن القضاء الدولي لم يوجه التهمة إلى هولندا سوى بالاشتراك الجزئي في قتل 300 شخص فقط.
تجدر الإشارة أن القوات الصربية، ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت 1995 بتوقيع اتفاقية سلام، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.