قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك، عمر جليك، اليوم الثلاثاء، "يبدو أن العالم بأسره متفق فيما يخص المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية (بسوريا)، لكن النظام (السوري) لا يتردد حتى في استهداف القوافل الإغاثية".
جاء ذلك في تغريدات نشرها جليك على حسابه بموقع "تويتر"، تعليقًا على تصريحات أدلى بهال المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جينس لارك للأناضول.
وكان لارك قال "لقد شاهدنا مأساة حقيقية في الغوطة الشرقية أمس، القصف تجدد مع وصول قافة المساعدات ما دفعنا للانسحاب من جديد".
وأضاف جليك أن الذين ينتقدون مكافحة تركيا للإرهاب في الوقت الذي أعلنت فيه أنقرة عن استعدادها لاستقبال المدنيين من الغوطة الشرقية، يكتفون بمشاهدة المجازر التي يرتكبها النظام السوري.
وتابع: "هؤلاء لا يتخذون أي خطوة ملموسة ضد قتل النظام المدنيين بأسلحة أخرى وحتى استهدافه لقوافل المساعدات الإنسانية".
وأوضح جليك أن نظام الأمم المتحدة يشهد سقوطًا لعدم تمكنه من أبداء أي رد فعل ضد من لا يلتزمون بالقرارات الصادرة عنه.
ولفت إلى أن قرارات الأمم المتحدة تتجاهل المجازر، أمام أنظار العالم الحر.
ونوه بأن حروب الوكالة وازدواجية المعايير وصراع الحسابات مقابل المأساة الإنسانية في سوريا، تجاوزت منذ مدة طويلة الأزمة السورية.
وكان الدفاع المدني أوضح في إحصائية نشرها الأحد أن عدد قتلى القصف الجوي والمدفعي على الغوطة الشرقية في الفترة الممتدة بين 19 فبراير/شباط، و4 مارس/آذار الجاري بلغ 756 مدنيًا.
وقتل أمس 58 مدنيًا ليرتفع عدد القتلى خلال 15 يومًا الماضية إلى 814 مدنيًا.
والغوطة هي آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وإحدى مناطق "خفض التوتر"، التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة، عام 2017.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، في 24 فبراير/ شباط الماضي، قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يومًا، لكن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ فعليًا.
واقترحت روسيا، 26 فبراير/شباط الماضي، هدنة من طرف واحد تستمر 5 ساعات يوميًا في الغوطة الشرقية، للسماح للسكان بالمغادرة وبدخول المساعدات، عبر ما تصفه بـ"الممر الإنساني"، لكنها لم تتحقق أيضًا مع استمرار قصف قوات النظام.