أعلن وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، خالد العطية، اليوم الاثنين، أن بلاده تعتزم توسيع قاعدة "العديد" الأمريكية، لتكون قاعدة "دائمة"، واستضافة البحرية الأمريكية.
جاء ذلك في مقابلة أجراها العطية، اليوم، مع "مؤسسة هيرتيج" البحثية، في واشنطن، حول العلاقات العسكرية القطرية الأمريكية، وذلك عشية انطلاق الحوار الإستراتيجي القطري الأمريكي بالعاصمة الأمريكية.
وقال العطية إن لدى بلاده "خططا بشأن توسيع قاعدة العديد لتكون قاعدة دائمة".
وأضاف أنّ "القادة العسكريين ببلاده يخططون مع نظرائهم بوزارة الدفاع الأمريكية، لرؤية 2040، لتوثيق العلاقات العسكرية الثنائية"، موضحا أن هذه الرؤية تشمل "استضافة البحرية الأمريكية إلى جانب سلاح الجو الموجود في قاعدة العديد الجوية".
ويتمركز نحو 11 ألف عسكري أمريكي، غالبيتهم من سلاح الجو، في قاعدة "العديد" العسكرية الجوية، على بعد 30 كلم جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة.
وتستخدم واشنطن هذه القاعدة، التي تمثل أكبر تواجد عسكري لها بالشرق الأوسط، في حربها على "داعش" بسوريا والعراق.
وفي معرض حديثه عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به واشنطن في الأزمة الخليجية، قال العطية :"الوحيد الذي يستطيع حل مشكلة الخليج هو(الرئيس الامريكي دونالد) ترامب، ويستطيع أن يحلها بمكالمة هاتفية واحدة".
وأردف:"لطالما حثثنا البيت الأبيض على أن يدعو الجميع إلى طاولة المفاوضات لحل هذه القضية بالحوار، لأنه لا أحد يستفيد مما يجري بمنطقة الخليج سوى المنظمات الإرهابية".
وشدد على أنّ "إبقاء مجلس التعاون منظومة متناغمة أمر هام للتدفق السلس للطاقة، فنحن نوفر 30 % من احتياجات العالم من الغاز الطبيعي".
ولفت إلى وجود "من يفتقرون للرؤية في المنطقة، ويتصرفون بشكل صبياني وهم من يضرون بالمنطقة"، دون تقديم أسماء محددة، مكتفيا بالقول: "عليهم أن يتوقّفوا فورا".
وتعصف بالخليج أسوأ أزمة في تاريخه بدأت، في 5 يونيو/حزيران الماضي، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما تنفيه قطر بشدة، وسط دعوات إقليمية ودولية لإنهاء الأزمة وإجراء حوار مباشر بين أطرافها.
وفي رده عن مدى صحة تقارير إعلامية تحدثت عن اعتزام قطر شراء منظومة صواريخ أرض جو "إس 400" الروسية ، قال العطية إن "وزارة الدفاع القطرية لم تعلن ذلك، ونحن في الوزارة ننظر إلى كافة الفرص المتاحة، وعندما تدرس نظاما معينا أو منظومة معينة فالأمر يتعلق بما يناسب احتياجاتك أو احتياجات بلدك".
وأردف: "لذلك لا أرى ضيرا في البحث عن منظومات أخرى، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا بديل أو يعد بديلا عن علاقتنا مع الولايات المتحدة، فعلاقتنا في الدفاع الجوي قوية جدا، وحتى على صعيد سلاح الجو والقوات البرية، ولكن هذا لا يعني -كما ذكرت- ألا نبحث عن بدائل أو فرص أخرى أو ما هو متاح ومتوفر في العالم ".
وفي ما يتعلق بتوقعاته للتأثيرات المحتملة لهذه الخطوة في حال تمت بالفعل، على بلاده والولايات المتحدة، استبعد العطية أي تأثير، وقال في هذا الصدد: "علاقتنا بالولايات المتحدة أكثر عمقا، ولا يمكن أن تتأثر بشراء منظومات من هنا أو هناك".
وفي رده عن سؤال حول شراء قطر معدات تركية، وخصوصا حاملات جند وغيرها، قال العطية: "تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وهي دولة شريكة لنا وتربطنا معها علاقة شراكة، وقد اشترينا منهم هذه المركبات".
وبخصوص سعي بلاده لتطوير قواتها المسلحة، قال الوزير القطري، إن بلاده "لا تسعى نحو الحروب، ولكن دأبنا على حماية مجالنا الجوي وتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وشدد على أهمية تعزيز قوة بلاده العسكرية، بالقول: يجب أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا".
وفيما يتعلق بالشأن السياسي، قال العطية إنه على "الولايات المتحدة أن تبذل المزيد في المسألة الإيرانية، وعليها أن تدفع باتجاه حوار جدي، لأنه في حال حلّ الخلافات بطريقة مختلفة غير الحوار، ستكون كارثة على المنطقة".
وينطلق الثلاثاء بواشنطن، "الحوار الاستراتيجي القطري-الأمريكي"، بمشاركة وفد رفيع المستوى، يضم وزراء الخارجية الشيخ محمد ال ثاني، والدولة لشؤون الدفاع خالد العطية، والطاقة والصناعة محمد السادة، والمالية علي العمادي.