يبحث "وقف السلام" الذي أسسته مواطنة تركية في جزيرة "زنجبار" بتنزانيا، جنة السياحة في إفريقيا، عن مواهب شابة تساهم معه في بناء مستقبل للأيتام في القارة السمراء.
ويقوم الوقف في زنجبار، من خلال ورشات خاصة، بتدريب العشرات من أمهات الأيتام على الخياطة، بهدف المساهمة في إيجاد دخل مستدام للأيتام الأفارقة، حيث يتم بيع الملابس وأشياء الزينة التي تنتج هناك إلى تركيا ودول العالم بعلامة تجارية تحمل إسم "kanga.africa".
ويسعى الوقف الى إيجاد مواهب شابة قادرة على الترويج عن منتجاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتسويقها الى مختلف دول العالم.
وبهدف إيجاد دخل لـ100 ألف يتيم إفريقي خلال 10 أيام، ينظم الوقف مسابقة تحت عنوان "مشروع إرع يتيمك".
ويدعو الوقف النشطاء ومشاهير التواصل الاجتماعي ومصممي الأزياء وكل من لديه فكرة مساهمة في المشروع، ممن تتراوح أعمارهم بين 18-35 عام، للمشاركة في المسابقة.
ويتوجب على الراغبين في المشاركة في المسابقة إرسال فيديو قصير يشرحون فيه عن مشروعهم، بحيث لا يتجاوز الـ3 دقائق، مدعوما بمشاهد حول المشروع المقترح، ويمكن للراغبين بالمشاركة في المسابقة تقديم مقترحهم عبر رابط (/http://vassalam.org/youthchallenge).
وينتهي التقديم للمسابقة في 15 يناير/ كانون ثاني الجاري، وستتم استضافة الـ7 الأوائل من الفائزين بالمسابقة في معسكر المشروع بزنجبار على مدى أسبوعين، مع تسديد جميع تكاليف تأشيراتهم ومواصلاتهم.
ويهدف الوقف الذي يشكل موظفو الخطوط الجوية التركية القسم الأكبر من المساهمين في مشاريعه، إلى إشراك من لديهم مواهب ولكنهم لا يملكون أموالا تمكنهم من المساعدة.
وقالت رئيسة الوقف خديجة جولاق ينتورك، خلال تقديمها معلومات عن المسابقة للأناضول، "نبحث عن أفكار عبقرية وعما هو جميل"، مضيفة أنهم يرغبون بنشر المشروع في عموم إفريقيا.
وأشارت إلى أنه عندما كانت تعمل مديرة في أحد أقسام الخطوط الجوية التركية في الفترة ما بين 2011-2017، شاركت بأكثر من 30 مشروعا مختلفا أقيمت في إفريقيا.
وأفادت بأنها قررت العيش في دولة إفريقية بعدما رأت بأنه من غير الممكن إدارة المشاريع هناك عن بعد، لذا قررت العيش في زنجبار التي تتميز بجمالها وسرعة البيروقراطية فيها، مع زوجها واثنين من أطفالها.
وأكدت ينتورك، على أنها أسست الوقف من خلال الدعم اللوجستي الذي قدمته الخطوط الجوية التركية، وأنها بدأت مشروع السياحة التطوعية بالتعاون مع الخطوط التركية.
وشارك حتى الآن في السياحة التطوعية 70 شخصا، حيث زاروا زنجبار وشاركوا في مشاريع مرتبطة بمجالات عملهم على مدى أسبوع، فيما تعلم ينتورك وأصدقاؤها، فن الخياطة للأمهات الأيتام في كل من زنجبار والسودان وبوركينا فاسو.
وأكدت ينتورك الى أن الوقف يقوم ببيع منتجات مثل الملابس والحقائب عبر الانستغرام وفي بعض المعارض في تركيا، ومن ثم يتم دفع الأموال التي تُجمع من بيع تلك المنتجات للأمهات الأيتام.
ونوهت بأنهم يقومون بدفع رواتب شهرية للأمهات الأيتام حتى لو لم يتم بيع منتجاتهن، لافتة إلى أن الأمهات يتعلمن مهنة جديدة يتمكنَّ من خلالها المساهمة في دعم ميزانية أسرهن حتى ولو قطع الاتصال بهن.
ويستعد الوقف لافتتاح محل لبيع القهوة في مركز زنجبار بهدف بيع المنتجات التي تُنتج في ورشاته، كما يقوم بإنشاء حرم جامعي على إحد الشواطئ هناك.