قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: "نعتقد أنّ تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع تنظيم ‘ب ي د/بي كا كا‘ الإرهابي في سوريا لمحاربة تنظيم ‘داعش‘ الإرهابي لن يساهم بجلب السلام والاستقرار للمنطقة".
جاء ذلك في حديث يلدريم مع محطة "سي إن إن" الأمريكية.
وأشار يلدريم إلى أنّ تنظيمات "ب ي د" و "ي ب ك" و"بي كا كا" في سوريا والعراق، هي مجموعات كردية ماركسية لينينية، والموقف الذي تتخذه أمريكا بالتعاون معها لن يساهم بجلب السلام والاستقرار للمنطقة.
من جهة ثانية، قال يلدريم: طوال 500 عام لم يكن هناك أي حرب بين إيران وتركيا، وموقف تركيا حيال القضايا الإقليمية واضح.
وأضاف "إن السعي من أجل نشر أي مذهب ديني، لن يجلب الاستقرار والأمن للمنطقة.. والعمل على نشر المذهب الشيعي يشكل تهديداً أمنياً للمنطقة".
وتابع قائلًا: "وفي حال اندلاع حرب دينية في المنطقة لا أحد يعرف متى ستنتهي، أو إلى أي مدى ستصل، ومن أجل هذا نبلغ جارتنا إيران وننبهها بكل ودٍ، بين الفترة والأخرى، من أجل عدم تنشيط هذه التوجهات".
وحول سياسات الولايات المتحدة الأميركية تجاه إيران، قال يلدريم إنها "معروفة، وعلاقات واشنطن مع طهران، ليست جيدة منذ الاحتلال الأول والثاني للعراق".
وتابع: "خلال فترة رئاسة (باراك) أوباما، توصلت الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة وألمانيا إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني.. والآن؛ يبدو أن الإدارة (الأميركية) الجديدة، تريد الوقوف على طرف المواجهة مع إيران والقضاء على الاتفاق.. أعتقد أن ذلك غير ممكن من الناحية القانونية لأن الاتفاق لم يكن ثنائيًا بل جرى التوصل إليه بمشاركة عدة جهات".
ونوه رئيس الوزراء التركي إلى أن الجانب الأوروبي لا يشاطر الإدارة الأميركية نفس الرأي فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.
وقال: "تعلمون، إن الولايات المتحدة تحاول تشكيل تحالف جديد في المنطقة حاليًا.. ليس سرًا أن العلاقات السعودية الإيرانية لا تسير على ما يرام منذ فترة طويلة.. هذا هو العامل الأول.. وهناك عوامل أخرى منها أن مجموعة من البلدان الصغيرة تشكّل تحالفًا ضد قطر".
وشدد يلدريم على أن اتخاذ مثل هذه المواقف تنعكس بشكل سلبي جدًا على المنطقة.
وتابع: "تعلمون إن منطقتنا تشهد عددًا من المشاكل.. الحرب في سوريا والعراق، وتنظيم داعش.. ومنظمة "بي كا كا" و"ب ي د". والجماعات الكردية وغيرها ممن يتبنون الفكر الشيوعي".
ومضى قائلًا: "إن جميع هذه التنظيمات تخلق مشاكل لتركيا.. فيما تعمل الولايات المتحدة على التعاون مع هذه المنظمات للتغلب على داعش.. أعتقد أن السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة لا تساهم في بناء السلام والاستقرار بالمنطقة".
وأكد يلدريم أن الملايين من البشر أجبروا على النزوح من سوريا، فيما قتل أكثر من مليون إنسان هناك، مشيرًا أن أكثر من 3 ملايين ونصف المليون سوري أجبروا على اللجوء إلى تركيا للنجاة بأرواحهم من تلك الحرب، وأن تركيا ومنذ 6 سنوات، تحتضن أولئك اللاجئين وتوفر لهم العديد من الخدمات.
وتساءل يلدريم في حال ظهور تهديدات وصراعات جديدة في المنطقة، من سيدفع تكلفتها؟
وأشار أن "تركيا دولة قوية ومستقرة في المنطقة، وتمثل جسرًا بين أوروبا وآسيا وبين الحضارات والمجتمعات الإسلامية والمسيحية".